طيار مواطن يسجّل 16 ألف ساعة طيرانــاً

<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">
حسن الحمادي يفضل قيادة الطائرات القديمة. تصوير: أشوك فيرما




قبل نحو 30 عاماً، توجه المواطن حسن أحمد الحمادي إلى وزارة التربية، بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، ليسأل عن كيفية التحاقه بإحدى الكليات لتحقيق حلم لطالما راوده منذ الصغر، بأن يصبح طياراً مدنياً، قبل أن يحقق ذلك، ويسجل في رصيده طيراناً بواقع 16 ألف ساعة.
حينها، في بداية الثمانينات من القرن الماضي، لم تكن هناك شركات طيران أو كليات متخصصة في الدولة، فتوجه مباشرة إلى البحرين، حيث مقر شركة «طيران الخليج»، التي كانت لدولة الإمارات حصة فيها تبلغ 25٪.
بدأ الدراسة طياراً لمصلحة شركة «طيران الخليج»، في عام ،1982 بفضل بعثة إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية والفيزياء والرياضيات، ثم عاد بعد عام إلى كلية الطيران المدني في الدوحة لإتمام الدراسة.
ويضيف الحمادي، وهو من مواليد دبي عام ،1963 «فكرة الطيران المدني لم تكن معروفة في الوسط الاجتماعي، وغريبة إلى حد ما، إذ إن معظم الطيارين وقتها كانوا عسكريين، لكنني كنت مصراً على تحقيق حلمي، وهو السبب الذي دفعني إلى التخرج في كلية أكسفورد البريطانية، حاصلاً على رخصة طيار تجاري، وحائزاً المركز الأول عام ،1985 لأنال بعدها تكريماً من الجامعة، تقديراً لأدائي».
بدأ الحمادي العمل في شركة «طيران الخليج»، طياراً على أسطول «بوينغ 737»، و«767»، لمدة تسع سنوات، ليلتحق بعدها بشركة «طيران الإمارات»، في دبي عام ،1991 برتبة كابتن على طائرات الإيرباص «310»، و«330»، وبعدها طائرات بوينغ «777»، ليصبح في ما بعد رئيس طياري أسطول «777»، في شركة «طيران الإمارات»، البالغ عددهم نحو 2000 طيار، وتلخصت مهامه الإدارية في توجيه وتوزيع المهام والإشراف على السياسات والقوانين المتبعة، إضافة إلى متابعة امتحانات الطلاب الطيارين المبتدئين.
الحمادي الذي تدرج سريعاً في مهنته، يفضل قيادة الطائرات القديمة على الحديثة، قائلاً «مهارة الطيار تختبر في الطائرات القديمة تحديداً، أكثر من مثيلتها الحديثة، التي تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير»، مضيفاً «لدي نحو 16 ألف ساعة طيراناً، وكان من الممكن أن تكون الساعات أكثر، وكان من الممكن أن تصل إلى 30 ألف ساعة، لولا تفرغي بشكل جزئي، خلال السنوات الأخيرة، للمهام الإدارية».
ويقول الحمادي «سجلي في قيادة الطائرات خالٍ من الحوادث، ولم تواجهني صعوبات خطرة، باستثناء حالة واحدة شاركني فيها طيار مواطن متدرب في رحلة متجهة من سنغافورة إلى جاكرتا، وفجأة قلّت نسبة الأكسجين في الطائرة نتيجة عطل فني، لكننا استطعنا التصرف بسرعة، وخفض تحليق الطائرة إلى الارتفاع الطبيعي المسموح به للتخلص من تأثير الضغط الجوي، ولم يصب ركاب الطائرة بالهلع لأنهم لم يشعروا بهذه التفاصيل، إذْ تصرفنا بشكل سريع وهادئ».
ويضيف «بشكل عام في عالم الطيران، الذي يعد أكثر وسائل النقل أماناً في الوقت الراهن، لا نخبر المسافرين بالأعطال، خصوصاً إذا كانت تحت السيطرة، إذ يتم تدريب الطيارين على السيطرة على الوضع بطريقة سريعة ومتمكنة، وإن تطلب الأمر إخبار المسافرين بالتطورات نخبرهم بشكل مختصر دون الخوض في التفاصيل، للابتعاد عن حالات الهلع التي قد تحدث».
طموح الحمادي للخوض في مجال الطيران انتقل، مع مرور السنوات، إلى ابنه البكر عيسى، الذي تلقى تشجيعاً من والده للدخول إلى مجال الطيران، منذ كان عمره 18 سنة، وهو الآن طيار متدرب، ومن الأوائل في دورته التدريبية.</BLOCKQUOTE>