41 عاما على اتحاد الامارات: رُقي لمنافسة دول العالم المتقدمة

لا يعتبر الإماراتيون عيد الاتحاد الذي يأتي في الـ 2 من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، مجرد عيدٍ رسمي يأخذونه كإجازة تبعدهم عن العمل أو الدراسة. فهو اليوم الوطني الأول الذي يتأهب له كل صغير وكبير في دولة الإمارات.

يحتفلون به ويثبتون تطورهم فيه عاماً بعد عام. حتى أنهم يحضّرون احتفالاتهم قبل شهر من موعده في أقلّ تقدير.

ويرجع عيد الاتحاد في ذاكرتهم إلى ما قبل 41 سنة، أي إلى العام 1971. فبعد الانسحاب البريطاني من الخليج العربي، قاد الشيخ زايد حاكم أبوظبي وقتها، اتحادا بين الإمارات الست وتبعتها إمارة رأس الخيمة في العام الذي يليه، ليصبح هو أول رئيس للإمارات العربية المتحدة. ومن وقتها واسم الدولة ينتشر إقليمياً وعربياً ودولياً، حتى باتت من أكثر الدول تطوراً وعلى أكثر من صعيد.

لا تقتصر احتفالات عيد الاتحاد في الذكرى الـ41، على الهيئات والمؤسسات الرسمية الحكومية بما فيها الإعلامية، فالقطاع الخاص يبذل جهداً كبيراً في الاحتفال يوازي الجهود الرسمية. إلى جانب المبادرات الفردية التي يقوم بها مواطنون دون أي تنسيق مسبق مع جهات حكومية او خاصة في الدولة. وتمتاز هذه المبادرات بانها تعطي العيد الوطني طابعاً عفوياً صادقاً لتجعل الاحتفال فيه شيئاً يشبه الكرنفال الضخم.

كل إمارة ستحتفل هذا العام على طريقتها، مع وجود قاسم مشترك يجمع احتفالاتها وهو التراث الإماراتي. وتعتبر المدارس الحكومية والخاصة في كل أنحاء الدولة، من أكثر الجهات قدرةً على الاحتفال بطلابها الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة وليسوا من الإماراتيين فقط.

ففي مدارس منطقة رأس الخيمة التعليمية، يتم الآن تحضير بعض الطلاب للمشاركة في أوبريت "حب الوطن" الذي يعبر عن مشاعر المواطنين وفخرهم بوطنهم الغالي، وهو من كلمات مطر رمضان، وسالم الشرهان وألحان أديب العسم وعلي الطنيجي.

وفي رأس الخيمة أيضاً أشارت مديرة المنطقة التعليمية، سمية حارب إلى أن الفعاليات ستشمل مسابقة أجمل حافلة مدرسية، ومسابقة أجمل لقطة خاصة بفئة الموظفين في المنطقة، ومسابقة أجمل لقطة لفئة الطلبة في الميدان.

كما سيتم تنظيم المعرض الأول للوثائق والصور تحت عنوان "أمجاد تاريخية لهوية وطنية"، والذي سينظم ويقام في المركز التجاري "راك مول"، إضافة إلى القرية التراثية داخل مبنى المنطقة التعليمية والتي ستضم أجنحة تراثية لعدد من مدارس رأس الخيمة والتي سيتم من خلالها عرض الأدوات والمقتنيات الشعبية المستخدمة قديماً والألعاب والمأكولات والحرف التراثية ومعرض للصور الفوتوغرافية والرسومات التي أبدعتها أنامل طلاب وطالبات مدارس رأس الخيمة، إلى جانب المهرجان التراثي "تراث الأجداد فخر الأحفاد".

وحسب لجنة دبي لاحتفالات اليوم الوطني، من المقرر أن تشهد إمارة دبي أجواء احتفالية فريدة فنياً ورسمياً، وقد بدأت الفنادق والمنتجعات فيها استعداداتها للاحتفال، وذلك من خلال تنظيم باقة من البرامج المنوعة من الفعاليات التراثية والترفيهية التي ستطلق لهذه المناسبة تزامناً مع احتفالات الدولة التي ستبدأ هذا العام في 25 نوفمبر والمقرر لها أن تستمر حتى يوم الاتحاد الثاني من كاون الأول/ ديسمبر. إلى جانب الفعاليات الترفيهية التي ستنتشر في المراكز التجارية وبعض الحدائق العامّة وحملات الزينة التي ستسود الشوارع.

وتأخذ الاحتفالات في عيد الاتحاد، أشكالاً متنوعة فيما بينها. مثل الشكل التراثي الذي يعبّر عن الهويّة الأصلية للبلاد وهو ما سيعمل على ترسيخه نادي تراث الإمارات.

فستقدم إدارة النادي عدداً من المسرحيات المحلية المتميزة والهادفة، وستطلق القوافل التراثية وملتقى السمالية الوطني للشباب ومهرجان السمحة التراثي ومهرجانات عدة للثقافة الشعبية لتعزيز التربية الوطنية لدى أبناء الجيل الجديد الى جانب فعاليات مجتمعية تضم المسابقات التراثية والثقافية وتجهيز مسرح خاص في القرية التراثية التابعة للنادي بكاسر الأمواج في أبوظبي لفتح المجال لمشاركة الجمهور من خلال إلقاء القصائد والكلمات والخطب الوجدانية المعبرة عن الاعتزاز بروح المناسبة والتجربة الوحدوية الثرية والفريدة من نوعها.

وكبادرة مختلفة من شانها التواصل مع شخصيات داخل وخارج الإمارات، قررت هيئة دبي للثقافة قبل فترة إعلان مسابقة على صفحتها على موقع "فيسبوك"، من أجل تصميم أجمل صورة بمناسبة اليوم الوطني الـ41 لدولة الإمارات تعكس روح الاتحاد، سيتم اعتمادها كغلاف لصفحة الهيئة.

كما دعت جميع متابيعيها على فيسبوك وتويتر من مختلف الجنسيات للمشاركة بالفيديو الذي سيتم إطلاقه خلال العيد الوطني الحادي والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يمكن فيه المشترك أن يعبر عن أجمل لحظة عاشها في دولة الإمارات في 2012، مع التأكيد على وجود 41 جنسية.

وعلى الصعيد الشعبي، بدأت بعض العائلات من الإماراتيين منذ أيام، بتزيين منازلهم بالعلم الإماراتي وبطلاء الأشجار بألوانه، ومنهم من صنع علماً سيّج به كامل البناء التي يسكن فيها. ومن المتوقع أن تزداد مثل هذه المبادرات الاحتفالية حتى موعد اليوم الوطني 2 كانون الاول/ ديسمبر القادم. ففي العام الماضي كان المشي في شوارع أبوظبي على سبيل المثال، أشبه بمن يسير في كرنفال احتفالي أضفى فرحته على معظم منازلها، حتى أنّ بعضاً ممن قرروا اعتماد التزيين بالعلم الإماراتي، كانوا ينتمون إلى جنسياتٍ أخرى.

كل ذلك إلى جانب التمور والحلويات التي ستقدّم في العيد، ومنها ما سيوزّع كهدايا. والتي ستكون مغلّفة بعلم الإمارات وشعار اليوم الوطني، شعار الاتحاد. حتى أنّ بعض الجهات الحكومية توزّع عادةً على موظفيها بعضاً من هذه الهدايا مزينةً ببعض الأشعار وصور من تاريخ الإمارات.

وباعتباره مؤسس الاتحاد، يقترن العلم الإماراتي في اليوم الوطني بصور الشيخ زايد ال نهيان، فبالنسبة للإماراتيين كان هو من ساعد الإمارات على اتخاذ مكانتها المتميزة بين دول العالم. كما أنّ كل أغاني الاتحاد وأناشيده وقصائده التي صدرت في الأعوام الماضية، وتلك الجديدة المتوقع أن تصدر هذا العام بعد أسبوعين تقريباً، لا بد وأن تحمل بين كلماتها ومعانيها قيم ومآثر الشيخ زايد.